05 يونيو دور المشاركة المجتمعية في نجاح مشاريع التطوير العقاري
في عالم العقارات المتغير باستمرار، هناك عنصر محوري غالبًا ما يُعد أساسًا لتحقيق النجاح: المشاركة المجتمعية. ومع استمرار نمو المدن والبلدات، لم تعد مشاريع التطوير العقاري تُقيَّم فقط من حيث التصميم المعماري أو العائد المالي، بل أصبح يؤخذ بعين الاعتبار مدى انسجامها مع المجتمع المحيط بها وخدمتها له. إليكم نظرة أقرب على أهمية المشاركة المجتمعية في نجاح المشاريع العقارية، وكيف يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا.
فهم المشاركة المجتمعية
تشمل المشاركة المجتمعية للمطورين العقاريين إشراك السكان المحليين، وأصحاب الأعمال، والمعنيين بشكل فعّال في عمليات التخطيط واتخاذ القرار الخاصة بالمشروع. يهدف هذا النهج إلى إنشاء مشروعات تعكس احتياجات المجتمع، وتحسن جودة الحياة، وتعزز الشعور بالملكية المشتركة.
المشاركة المجتمعية: أداة فعالة لبناء الثقة
ينبغي أن تهدف المشاركة المجتمعية إلى ابتكار حلول مشتركة تلبي فعلياً احتياجات السكان وتستفيد من الفرص المحلية القائمة ما يسهم في تقليص فجوة الثقة.
لكن للأسف، كثيراً ما يتم التعامل مع هذه المشاركة كمتطلب قانوني شكلي، أو كحملة ترويجية أحادية الجانب تركز على مزايا المشروع دون الاستماع الفعلي لآراء المجتمع.
وهذا يعكس الواقع المحبط الذي نراه في انخفاض مستويات الثقة بالمطورين والسلطات المحلية.
في هذه الحالات، يغفل المطورون عن إمكانيات المجتمعات في ابتكار حلول لمشاكلهم لو توفرت لهم الأدوات المناسبة، والتعاون الفعّال، ومنصات تفاعلية لمعالجة الاحتياجات.
المشاركة المجتمعية الحقيقية يجب أن تكون ثنائية الاتجاه
تعتمد المشاركة الفعّالة على تواصل مفتوح وثنائي الاتجاه، حيث يلتزم المطورون بإبلاغ المجتمع بتفاصيل المشروع – سواء الجوانب الإيجابية أو السلبية – بشكل شفاف.
كما يجب أن يُمنح المجتمع الفرصة للتعبير عن تجاربه ووجهات نظره، مع التزام رسمي من المطورين بأخذ هذه الآراء في الاعتبار خلال صياغة استراتيجية التطوير
استراتيجيات فعّالة للمشاركة المجتمعية في القطاع العقاري:
- المشاركة المبكرة والمستمرة:
إشراك المجتمع في وقت مبكر وبشكل متكرر خلال عملية التطوير يعزز الشفافية والثقة، مما يؤدي إلى قبول ودعم أكبر للمشروع. - اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة:
الاستفادة من المعرفة المحلية ووجهات نظر المجتمع تمكّن المطورين من اتخاذ قرارات أكثر فاعلية وتوافقاً مع احتياجات السكان. - نهج مخصص:
يجب أن تتكيف استراتيجيات المشاركة المجتمعية مع الخصائص والديناميكيات الفريدة لكل مجتمع لضمان فاعليتها وملاءمتها. - حوار هادف:
إجراء محادثات مفتوحة وصادقة مع أفراد المجتمع حول احتياجاتهم ومخاوفهم وتطلعاتهم أمر أساسي لبناء الثقة والتفاهم. - الشفافية والتواصل:
التواصل الواضح بشأن أهداف المشروع، والجداول الزمنية، والتأثيرات المحتملة يساعد على تقليل المقاومة وبناء المصداقية. - مشاركة شاملة:
من المهم التواصل مع شرائح متنوعة من السكان، بما في ذلك الفئات المهمشة أو غير الممثلة تقليديًا. إشراك جميع الأطراف يعزز فهمًا أعمق لاحتياجات المجتمع، ويزيد من قبول المشروع. - تخطيط تعاوني:
إشراك السكان في مراحل التصميم والتخطيط يؤدي إلى حلول أكثر ابتكارًا وفعالية. يمكن أن تساهم ورش العمل، ومجموعات التركيز، والمنتديات العامة في طرح أفكار جديدة لم تكن لتظهر في التخطيط التقليدي من أعلى لأسفل. - الالتزام طويل الأمد:
بناء علاقات مستدامة مع المجتمع حتى بعد انتهاء أعمال البناء يسهم في ترسيخ علاقات إيجابية وطويلة الأمد.
فوائد المشاركة المجتمعية في المشاريع العقارية
- تعزيز جدوى المشروع
يساهم التفاعل المبكر مع المجتمع في الكشف عن قضايا محتملة قد تعرقل المشروع مستقبلاً. فقد يسلط السكان الضوء على مشاكل مثل الازدحام المروري، أو التأثير البيئي، أو الجوانب الجمالية – وهي أمور قد لا يتنبّه إليها المطوّرون في البداية. التعامل مع هذه القضايا بشكل استباقي يساهم في تسهيل الموافقات وتقليل التعديلات المكلفة لاحقًا. - زيادة الدعم الشعبي
عندما يكون للمجتمع دور فعّال في تشكيل المشروع، فإن فرص دعمه للمشروع تكون أعلى. ويتجلى هذا الدعم من خلال الرأي العام الإيجابي، والتغطية الإعلامية البناءة، وحتى الدفاع الصريح عن المشروع. في المقابل، فإن تجاهل المجتمع قد يؤدي إلى معارضة شديدة، أو طعون قانونية، أو تأخيرات في التنفيذ. - تعزيز القوة السوقية للمشروع
غالبًا ما تحقق المشاريع التي تُراعي احتياجات المجتمع أداءً أفضل في السوق. عندما يشعر السكان أن المشروع يعكس رغباتهم واحتياجاتهم، تزداد احتمالية تفاعلهم معه – سواء كمشترين أو مستأجرين أو مستفيدين من خدماته. هذا التوافق ينعكس في معدلات إشغال أعلى ومبيعات أفضل ومكانة سوقية أقوى. - فوائد اجتماعية واقتصادية
غالبًا ما تسهم المشاريع التي تُخطط بمشاركة مجتمعية في تحسين النسيج الاجتماعي والاقتصاد المحلي. على سبيل المثال، فإن دمج وحدات سكنية ميسورة التكلفة أو إنشاء مساحات عامة مفتوحة يمكن أن يعزز جودة الحياة والشمولية. كما أن دعم الأعمال المحلية وتوفير فرص العمل يُسهم في تحفيز الاقتصاد المحلي وتنشيطه.
كيف نطبق المشاركة المجتمعية في المشاريع العقارية؟
لا توجد صيغة واحدة تناسب جميع الحالات. بل يجب تصميم المشاركة المجتمعية وفقاً لتركيبة واحتياجات كل مجتمع. ومع ذلك، هناك خطوات رئيسية يُستحسن اتباعها:
- تحديد المجتمعات المتأثرة
يجب تحديد المجتمع المتأثر بعناية كخطوة أولى. بعض أصحاب المصلحة قد لا يكونوا ظاهرين منذ البداية، بل يظهرون لاحقاً في مراحل المشروع.
- إجراء بحث عن الاحتياجات المحلية
أدوات مثل رسم خرائط أصحاب المصلحة وتقييم الاحتياجات المحلية توفّر نظرة معمقة حول المجتمع وتركيبته، مستندة إلى بيانات جغرافية وسكانية.
- تحديد النتائج المستهدفة في مجال القيمة الاجتماعية
قد تختلف أهداف المشاركة المجتمعية تبعاً لكل مشروع، ومنها:
- سد الفجوات المعلوماتية
- تعزيز الوعي
- استكشاف فرص الشراكة
- اختبار الخيارات التصميمية
- إعطاء فرصة للناس للتعبير عن آرائهم
- اختيار أساليب المشاركة
عادةً ما تشمل أساليب المشاركة كلاً من الوسائل الرقمية والحضورية، مثل:
- الاستبيانات: للوصول إلى شريحة واسعة من المجتمع
- ورش العمل ومجموعات التركيز: لمناقشة القضايا المركبة
- جلسات مفتوحة: لتوفير بيئة مرنة لتبادل الآراء
- ممثلو التصميم المحلي: لإدخال خبرات السكان في عملية التصميم
- التواصل العام: عبر النشرات ووسائل التواصل ولوحات الإعلانات
- تقديم التغذية الراجعة للمجتمع
جزء جوهري من العملية هو إبلاغ المجتمع بكيفية استخدام آرائهم. وثائق مثل “أنتم قلتم، ونحن فعلنا” تعزز الشفافية وتبني الثقة المستمرة.
كما أن هذه الخطوة تفتح المجال لجولة جديدة من المشاركة – تبقي الحوار مفتوحاً ومستمراً مع تطور المشروع.
المشاركة المجتمعية في مجموعة عبد الرحمن المعيبد:
المشاركة المجتمعية ليست مجرد بند شكلي ضمن إجراءات التطوير العقاري، بل هي عنصر جوهري قد يحدد نجاح المشروع أو فشله. في مجموعة عبد الرحمن المعيبد نتبنى القيم والمسؤولية الاجتماعية وتتجاوز نظرتنا لأعمالنا في مجموعة عبد الرحمن المعيبد النتائج الاقتصادية والمالية إلى العمل على نحو مسؤول اجتماعيًا وبيئيًا، لذلك نتمسك بالرغبة في تقديم كل ما يمكن لتحسين جودة حياة الناس حولنا.
من خلال إشراك المجتمع بفعالية وبالتالي تعزيز جدوى المشروع، وبناء مكانة قوية في السوق، والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية. ومع استمرار تطور قطاع العقارات، فإن تبني منهجية المشاركة المجتمعية في مجموعتنا سيصبح أكثر أهمية لتحقيق مشاريع ناجحة ومستدامة.
في نهاية المطاف، فإن المشاريع التي تعكس احتياجات وتطلعات مجتمعاتها لا تكون فقط أكثر نجاحًا، بل تترك أيضًا أثرًا إيجابيًا ودائمًا.
من أبرز أعمالنا:
- المشاركة في الخدمات الهندسية لجمعية مأوى.
- المشاركة في حملات جمعية جود النسائية.
- التصميم الداخلي لجمعية ترميم.
- تصميم مبنى الإدارة لجمعية بناء في المنطقة الشرقية.